إمراة فى الطريق"
كنت مارا فى سياحتى فاذا بامرأه شمطاء عجفاء مائله للإلتواء يبدو عليها أثر التعب فسألتها هل لك حاجه يا أمه الله؟
هل يمكننى المساعده والمزاوده؟
فقالت:إنك لن تستطيع معى صبراً وسترهقنى لباً وعقلاً
فقلت : أيتها المرأه أنا لا أنتقص من قدرك ولا أحتقرك
ولكن هل أنت فى حالتك هذه ممن يمتلكون لباً حكيماً وعقلاً سليماً
فقالت : من أنت حتى تحكم على فلقد عشت اضعاف عمرك أضعافا أضعاف ومررت بأجيال وأجيال
فقلت:عجباً إن المرأه تتحدث طيله عن عمرها وكأنها طيله حياتها فى العشرين من عمرها وأنت تقولين أنه مر بك أجيال فكم يقدر عمرك : 60 - 70 - 80 سنه
فردت صارخه : لا بل عمرى مئات القرون
فقلت ساخراً : لماذا هل أنت من قبيله الجن الأحمر!!!
فقالت : اضحك كركرفأنت ومن قبلك عما قريب هم من وضعونى فى هذا الوبال العجيب
فقلت : أنا لا أحب من يلقى بفشله على عاتق الأخرين وكاهل المستحدثين فأصدقينى القول من أنت؟؟؟
فسكتت هنيهه ثم قالت بكل أسى:أنا ..أنااا ..أنااااااااااااا اللغه العربيه
وكان وقع هذا الكلام على شديداً مريداً هل هذه اللغه التى طوقت وحيرت الألباب والعقول
واستطردت قائله : أنا اللغه العربيه التى كنت أسرد على ألسنه البلغاء والخطباء فقد كانوا يتبارون فى تطويع عباراتى الجزله وألفاظى العذبه
فلقد وصفوا بى حالهم وحضارتهم وصحتهم وسقمهم ..وصفوا بى أحوال معايشهم وأخبار بخلائهم ونوادرهم وعجائب حيواناتهم
وأنا ..من أنا ؟؟ أنا اللغه التى لا توجد لغه فى الدنيا لها مالى من البراعه والكياسه والقدره على الاشتقاق والتوليد المفعم بالحيويه والعبقريه والقدره على التواكب مع مفردات العصرولا توجد لغه تبارينى وتناطحنى ولا تلحق بغبارى فى قواعد إعرابى وحسن بيانى وبلاغتى.
فقد تركتمونى سقيمه فلا أحد يرمم جسدى المتهالك فأصبحت وحيده وأصبحت لغات اليوم والامس يشمتون بى فأنا أكثر اللغات تبعا لكن للأسف لم يعد يتكلمون إلا بالركيك من سجاياى والرذيل من الألفاظ فلقد غيروا معالمى ولم يعد يحتفون بى
فقلت لها: ولكننى أحبك وأقدر لك
قالت:انظر الى الأجيال القادمه من هذا العصر فإنهم يتبارون فى نفورهم منى والتكلم باللغات الأخرى
فقلت لها مواسيا :ولكنها مجرد زوابع فى كوب شاى
فقالت :هل أنا ضعفت لهذا الحد حتى أصبحت توارى سوءه كلامك بذكاء حتى لا تجرحنى ولكن ليكن فى معلومك إننى لغه البلغاء والأذكياء
ثم قالت :ولكن ما يفت فى عضدى هو رد فعل أولى الامرفردهم سخيف وفعالهم خفيف هل يطورون أم ماذا يفعلون
رد أنت ولا تكن من المتفوهين ؟
فرددت بعد حين .... قائلا:إن اللغه هى لسان أصحابها وعزها مجدهم فإذا تركوها لغيرها صعبت عليهم ألفاظها واستعجموا فصيحها وإن كان من ركيكها
ولكن بينى وبينكم :لم أرد بالفعل ردا واضحاً صحيحاً نظراً لأن الكلام سينطلق من حلقى جريحا ففهمت قصدها وأطرقت لوقع كلامها
ثم قلت لها :لك الله يا لغه الكلام القرآن
فوااالغتاه!!!!